السلام عليكم اضع بين يديكم فكرة اصبحت ثورة في عالم الاقتصاد للامانة منقول
البرفيسور البنغالي محمد يونس، فقد ولد عام 1940 بمدينة شيتاغونغ التابعة للإقليم الغربي البنغالي في بنغلاديش، كان ثالث إخوانه البالغ عددهم أربعة عشرة طفلاً، تلقى تعليمه حتى نهاية المرحلة الجامعية ببنغلاديش، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة دراساته العليا إلى أن حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ناشفيل (Nashville) بولاية تينسي، وعاد إلى وطنه ليعمل أستاذاً جامعياً في تخصصه. أما فكرته العظيمة في المشاريع الصغيرة القادرة على تمويل نفسها ذاتيا من خلال التزام أصحابها في التسديد لتوفير تمويل مشاريع جديدة والموجه اصلا للنساء. فقد استلهمها أثناء قيامه بالدراسات الميدانية التي كان يجريها مع طلابه في بعض الأرياف حيث التقى بسيدة تعمل في صناعة الخزف والخيزران، فعرف من حديثه معها أنها كانت تقترض ما يساوي نصف دولار أمريكي فقط بفائدة أسبوعية قدرها 10% لشراء الخيزران الخام الذي تصنع منه منتجاتها لتبيعها في الأسواق المحلية، إلا أنه لاحظ أن أكثر من 70% من أرباح هذه السيدة كانت تصرف في سداد فوائد القروض.
هذا الحوار لم يفارقه لحظة حتى كانت الومضة لبلورة فكرة المشاريع الصغيرة وخوض غمار التجارة والأعمال انطلاقاً من هذا المشروع البسيط الذي لا يكلف كثيراً، ولا تخلف خسارته ضرراً مالياً كبيراً، لما لا يجرب حظه، وهو الأستاذ الجامعي الذي يحاضر في علم الاقتصاد ويجمع بين العلم النظري والتطبيق العملي في هذا الميدان؟
وأخيراً، عرض على هذه السيدة قرضا بمبلغ سبعة عشر دولاراً أمريكياً – وهو مبلغ ذو قيمة كبيرة – لتمويل صناعتها بدلاً من الطريقة الأولى التي كانت تستنزف أرباحها.
فجاءت النتائج مذهلة مذهلة للطرفين مما شجعه على توسيع نطاق هذه التجربة مع سيدة ثانية، وثالثة، وكانت الأرباح في كل مرة كبيرة وتساهم في دعم مشروعات نسائية جديدة حتى إنه لم يكن يصدق أرقامه أحياناً ! لم يكن محمد يونس جامعياً اقتصادياً فحسب، بل حظي كذلك بمكانة اجتماعية جعلته شخصية يحسب لها حسابها بين كبار المسؤولين الماليين والسياسيين، واستطاع بفطنته وتفتح وعيه من اقناع وزير المالية ومدير البنك المركزي بمشروعه الاجتماعي الذي سيسهم في النهوض بقطاع الحرفيين، ولاسيما النساء منهم، لتحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية، وبالتالي توسيع قنوات الرواج داخل الأسواق المحلية، وربما الأسواق العالمية وذلك بالحصول على قروض من البنك المذكور لتحقيق هذه الطموحات الكبيرة.
تلقت الأوساط الحرفية هذه الفكرة بارتياح بالغ، ولقيت تشجيعاً واسع النطاق، ووعد الجهات المقرضة بأن تكون الثقة المتبادلة بينها وبين الحرفيين هي السبيل الوحيد لضمان سداد القروض الممنوحة لهم، غير أن بعض المسؤولين الحكوميين وآخرين في البنك المركزي تحفظوا تجاه هذه الاقتراحات متوقعين فشلها لعدم قيامها على ضمانات تجارية مدروسة بعناية كما هو مكتعارف عليه في الممارسات البنكية الرسمية لكن ذلك لم يزده إلا آمالاً ليبذل المزيد من الجهود الكبيرة حتى تمكن عام 1938 من تأسيس (بنك القرية) الذي حمل اسم: جرامين بنك (Grameen Bank) في بنغلاديش الذي تطور في بضع سنين حتى أضحى اليوم يضم 1176 فرعاً، يعمل فيها جميعاً 11777 موظفاً لخدمة حوالي مليونين ونصف مليون من العملاء المقترضين من مجموع 41187 قرية نسبة النساء منهم 95%.
وقد بلغ إجمالي القروض التي منحها منذ إنشائه 3.7 بلايين دولار، سدد منها 3.4 بلايين دولار، أي أن نسبة التحصيل بلغت 98% استثمرت هذه القروض في نشاطات اقتصادية وخدمات اجتماعية متنوعة نذكر منها على سبيل التمثيل القروض الممنوحة لتعليم أبناء الفقراء.
كيف تطور هذا المشروع بهذه الصورة المذهلة؟ يمكن القول: إن انطلاقته الفعلية يعود تاريخها إلى عام 1976 عندما انضمت إلى محمد يونس مجموعة من زملائه الشركاء، وبدؤوا في تقديم قروض صغيرة جداً لمن يطلبها تحت النظام الذي عرف فيما بعد (ببتك القرية) أو مصرف جرامين.
يقول محمد يونس: لم نكن نتوقع في البداية أن يتطور مشروعنا إلى هذا الحد الكبير، رغم إقبال العاملين والعملاء عليه بأعداد هائلة: بل كان الجميع يظن أن خدماتنا المتميزة، لن تظل كذلك إذا ما اتسع حجم المشروع وتشبعت مجالاته: لكن الأيام أبطلت هذه الظنون، وأثبتت للمتشائمين عكس ما كانوا يتوقعون.
وفي أواخر عام 1980 شرعنا في بلورة فكرة إنشاء شبكة يمثلها المقترضون حتى يتسنى لهم السيطرة على الفقر في زمن وجيز من جهة، وليساهموا في تحسين أداء اقتصاديات بنغلاديش من جهة ثانية، وتفعيلاً لهذه الشبكة، بدأنا بمشاريع إنمائية صغيرة على مستوى الري وحفر الآبار والنهوض بقطاع الصيد البحري، وركزنا في نفس الوقت على تأهيل بعض الكوادر الراغبة في الانضمام إلى مؤسستنا من مختلف دول العالم.. تبين لنا أن إنجاز مشروعات هذه الشبكة وتوسعتها تحت مظلة مؤسسة رئيسية واحدة سيشكل حملاً ثقيلاً عليها، لذلك أنشأنا اعتباراً من عام 1989 هيئات مستقلة على مستوى كل قطاع مثل: مؤسسة جرامين للأسماك، ومؤسسة جرامين كريش الخاصة بالري وهكذا، ونشير كذلك إلى أنه تم وضع برنامج الصحة العالمي تحت مسؤولية جرامين، وقد لاحظنا أنه كلما تطورت خدماتنا ومشاريعنا، كلما اكتسبنا المزيد من ثقة الأفراد والمؤسسات المحلية والعالمية، مما منحنا جرأة لولوج أي ميدان حتى تقديم خدمات شبكة الإنترنت، وبذلك أصبحنا نحمل اسم: منظمة عائلة جرامين التي يعمل تحت لوائها ذوو الكفاءات العالية، والسلوك الخلقي الإداري المتميز، ونحن نرحب دائماً بالأشخاص والمؤسسات والمنظمات من جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في الانضمام إلى عائلتنا بصفتهم عملاء أو شركاء، كما أننا لا نستغني عن الاقتراحات والأفكار التي تساهم في بناء الإنسانية، والقضاء على الفقر داخل بنغلاديش وخارجها عبر عائلة جرامين الكبرى.
سر النجاح:
إن سر نجاح فكرة محمد يونس يعود في أساسه إلى فلسفته الاجتماعية، أكثر مما يعود إلى رؤية اقتصادية، أو مجرد فكرة اقتصادية توفرت لها أسباب نجاحها. إنها الفلسفة التي قامت على تحرير الإنسان من الفقر المذل بمنحه مالاً في صورة قروض ليدخل به إلى سوق العمل والتجارة، فيكسب عيشه، ويسترد كرامته، ويبتعد عن ساحة الجريمة، وذاك معنى الحرية والسعادة، بل لقد حاول محمد يونس بهذه الفلسفة العملية أن يجعل حق الفرد في القروض من الحقوق التي يجب أن تضاف إلى وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكأنه يريد أن يذكرنا جميعاً بالحرب التي أعلنتها شريعة الإسلام على الفقر، وجعلت مقاومته من أهدافها الخالدة، ألم يستعذ الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الفقر؟
ألم يقل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –: لو كان الفقر رجلاً لقتلته؟
وربما احد اهم طرق قتل الفقر هو العمل على محاربته بطريقة عظيمة على طريقة محمد يونس والتي وضحها في كتابه الشهير: عالم بلا فقر.. والاكثر وضوحا على ارض الواقع حيث لفت انظار الكثير من دول العالم من بينها دول عربية كالاردن في التعاون معه ومع مصرفه في تطبيقات ناجحة للحد من الفقر ورفع مستوى حياة الاسرة عبر دعم النساء..
البرفيسور البنغالي محمد يونس، فقد ولد عام 1940 بمدينة شيتاغونغ التابعة للإقليم الغربي البنغالي في بنغلاديش، كان ثالث إخوانه البالغ عددهم أربعة عشرة طفلاً، تلقى تعليمه حتى نهاية المرحلة الجامعية ببنغلاديش، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة دراساته العليا إلى أن حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ناشفيل (Nashville) بولاية تينسي، وعاد إلى وطنه ليعمل أستاذاً جامعياً في تخصصه. أما فكرته العظيمة في المشاريع الصغيرة القادرة على تمويل نفسها ذاتيا من خلال التزام أصحابها في التسديد لتوفير تمويل مشاريع جديدة والموجه اصلا للنساء. فقد استلهمها أثناء قيامه بالدراسات الميدانية التي كان يجريها مع طلابه في بعض الأرياف حيث التقى بسيدة تعمل في صناعة الخزف والخيزران، فعرف من حديثه معها أنها كانت تقترض ما يساوي نصف دولار أمريكي فقط بفائدة أسبوعية قدرها 10% لشراء الخيزران الخام الذي تصنع منه منتجاتها لتبيعها في الأسواق المحلية، إلا أنه لاحظ أن أكثر من 70% من أرباح هذه السيدة كانت تصرف في سداد فوائد القروض.
هذا الحوار لم يفارقه لحظة حتى كانت الومضة لبلورة فكرة المشاريع الصغيرة وخوض غمار التجارة والأعمال انطلاقاً من هذا المشروع البسيط الذي لا يكلف كثيراً، ولا تخلف خسارته ضرراً مالياً كبيراً، لما لا يجرب حظه، وهو الأستاذ الجامعي الذي يحاضر في علم الاقتصاد ويجمع بين العلم النظري والتطبيق العملي في هذا الميدان؟
وأخيراً، عرض على هذه السيدة قرضا بمبلغ سبعة عشر دولاراً أمريكياً – وهو مبلغ ذو قيمة كبيرة – لتمويل صناعتها بدلاً من الطريقة الأولى التي كانت تستنزف أرباحها.
فجاءت النتائج مذهلة مذهلة للطرفين مما شجعه على توسيع نطاق هذه التجربة مع سيدة ثانية، وثالثة، وكانت الأرباح في كل مرة كبيرة وتساهم في دعم مشروعات نسائية جديدة حتى إنه لم يكن يصدق أرقامه أحياناً ! لم يكن محمد يونس جامعياً اقتصادياً فحسب، بل حظي كذلك بمكانة اجتماعية جعلته شخصية يحسب لها حسابها بين كبار المسؤولين الماليين والسياسيين، واستطاع بفطنته وتفتح وعيه من اقناع وزير المالية ومدير البنك المركزي بمشروعه الاجتماعي الذي سيسهم في النهوض بقطاع الحرفيين، ولاسيما النساء منهم، لتحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية، وبالتالي توسيع قنوات الرواج داخل الأسواق المحلية، وربما الأسواق العالمية وذلك بالحصول على قروض من البنك المذكور لتحقيق هذه الطموحات الكبيرة.
تلقت الأوساط الحرفية هذه الفكرة بارتياح بالغ، ولقيت تشجيعاً واسع النطاق، ووعد الجهات المقرضة بأن تكون الثقة المتبادلة بينها وبين الحرفيين هي السبيل الوحيد لضمان سداد القروض الممنوحة لهم، غير أن بعض المسؤولين الحكوميين وآخرين في البنك المركزي تحفظوا تجاه هذه الاقتراحات متوقعين فشلها لعدم قيامها على ضمانات تجارية مدروسة بعناية كما هو مكتعارف عليه في الممارسات البنكية الرسمية لكن ذلك لم يزده إلا آمالاً ليبذل المزيد من الجهود الكبيرة حتى تمكن عام 1938 من تأسيس (بنك القرية) الذي حمل اسم: جرامين بنك (Grameen Bank) في بنغلاديش الذي تطور في بضع سنين حتى أضحى اليوم يضم 1176 فرعاً، يعمل فيها جميعاً 11777 موظفاً لخدمة حوالي مليونين ونصف مليون من العملاء المقترضين من مجموع 41187 قرية نسبة النساء منهم 95%.
وقد بلغ إجمالي القروض التي منحها منذ إنشائه 3.7 بلايين دولار، سدد منها 3.4 بلايين دولار، أي أن نسبة التحصيل بلغت 98% استثمرت هذه القروض في نشاطات اقتصادية وخدمات اجتماعية متنوعة نذكر منها على سبيل التمثيل القروض الممنوحة لتعليم أبناء الفقراء.
كيف تطور هذا المشروع بهذه الصورة المذهلة؟ يمكن القول: إن انطلاقته الفعلية يعود تاريخها إلى عام 1976 عندما انضمت إلى محمد يونس مجموعة من زملائه الشركاء، وبدؤوا في تقديم قروض صغيرة جداً لمن يطلبها تحت النظام الذي عرف فيما بعد (ببتك القرية) أو مصرف جرامين.
يقول محمد يونس: لم نكن نتوقع في البداية أن يتطور مشروعنا إلى هذا الحد الكبير، رغم إقبال العاملين والعملاء عليه بأعداد هائلة: بل كان الجميع يظن أن خدماتنا المتميزة، لن تظل كذلك إذا ما اتسع حجم المشروع وتشبعت مجالاته: لكن الأيام أبطلت هذه الظنون، وأثبتت للمتشائمين عكس ما كانوا يتوقعون.
وفي أواخر عام 1980 شرعنا في بلورة فكرة إنشاء شبكة يمثلها المقترضون حتى يتسنى لهم السيطرة على الفقر في زمن وجيز من جهة، وليساهموا في تحسين أداء اقتصاديات بنغلاديش من جهة ثانية، وتفعيلاً لهذه الشبكة، بدأنا بمشاريع إنمائية صغيرة على مستوى الري وحفر الآبار والنهوض بقطاع الصيد البحري، وركزنا في نفس الوقت على تأهيل بعض الكوادر الراغبة في الانضمام إلى مؤسستنا من مختلف دول العالم.. تبين لنا أن إنجاز مشروعات هذه الشبكة وتوسعتها تحت مظلة مؤسسة رئيسية واحدة سيشكل حملاً ثقيلاً عليها، لذلك أنشأنا اعتباراً من عام 1989 هيئات مستقلة على مستوى كل قطاع مثل: مؤسسة جرامين للأسماك، ومؤسسة جرامين كريش الخاصة بالري وهكذا، ونشير كذلك إلى أنه تم وضع برنامج الصحة العالمي تحت مسؤولية جرامين، وقد لاحظنا أنه كلما تطورت خدماتنا ومشاريعنا، كلما اكتسبنا المزيد من ثقة الأفراد والمؤسسات المحلية والعالمية، مما منحنا جرأة لولوج أي ميدان حتى تقديم خدمات شبكة الإنترنت، وبذلك أصبحنا نحمل اسم: منظمة عائلة جرامين التي يعمل تحت لوائها ذوو الكفاءات العالية، والسلوك الخلقي الإداري المتميز، ونحن نرحب دائماً بالأشخاص والمؤسسات والمنظمات من جميع أنحاء العالم الذين يرغبون في الانضمام إلى عائلتنا بصفتهم عملاء أو شركاء، كما أننا لا نستغني عن الاقتراحات والأفكار التي تساهم في بناء الإنسانية، والقضاء على الفقر داخل بنغلاديش وخارجها عبر عائلة جرامين الكبرى.
سر النجاح:
إن سر نجاح فكرة محمد يونس يعود في أساسه إلى فلسفته الاجتماعية، أكثر مما يعود إلى رؤية اقتصادية، أو مجرد فكرة اقتصادية توفرت لها أسباب نجاحها. إنها الفلسفة التي قامت على تحرير الإنسان من الفقر المذل بمنحه مالاً في صورة قروض ليدخل به إلى سوق العمل والتجارة، فيكسب عيشه، ويسترد كرامته، ويبتعد عن ساحة الجريمة، وذاك معنى الحرية والسعادة، بل لقد حاول محمد يونس بهذه الفلسفة العملية أن يجعل حق الفرد في القروض من الحقوق التي يجب أن تضاف إلى وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكأنه يريد أن يذكرنا جميعاً بالحرب التي أعلنتها شريعة الإسلام على الفقر، وجعلت مقاومته من أهدافها الخالدة، ألم يستعذ الرسول – صلى الله عليه وسلم – من الفقر؟
ألم يقل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –: لو كان الفقر رجلاً لقتلته؟
وربما احد اهم طرق قتل الفقر هو العمل على محاربته بطريقة عظيمة على طريقة محمد يونس والتي وضحها في كتابه الشهير: عالم بلا فقر.. والاكثر وضوحا على ارض الواقع حيث لفت انظار الكثير من دول العالم من بينها دول عربية كالاردن في التعاون معه ومع مصرفه في تطبيقات ناجحة للحد من الفقر ورفع مستوى حياة الاسرة عبر دعم النساء..