الإنسانية ... أين رحلت ..؟
كثيرا ما نسمع في المحادثات التي تجري في الجلسات الحوارية عن الإنسانية ، وفي ألحظة التي تسمع بها الإذن هذا المصطلح يتبادر إلى الذهن العطف و المساعدة و الأخلاق و حسن التعامل ...الخ من أمور الإنسانية ، ولو أمعنا النظر بهذا المصطلح لوجدنا إن الإنسانية هي ارفع مستوى تصل إليه المجتمعات ، ومن يصل إليها يكون قد وصل مرتبة عليا في دنيا الوجود ، حيث نشاهد في حياتنا اليومية الكثير من المواقف الصعبة جدا التي تعكر صفو الفكر و القلب وتؤثر على سير حياته اليومية ولو قارنا تلك المواقف مع الطبيعة و السليقة والفطرة التي فطر الله عليها الإنسان لوجدنا إن الإنسان في بداية حياته كان لا يعرف الاعتداء على الآخرين ولا أكل مالهم ولا التجاوز ولا القتل ولا الظلم ولا العبث ولا الحقد ولا البغض لأي مخلوق في هذه الدنيا ، إذ نشاهده قد ُولِدَ على فطرةٍ صحيحةٍ لا تعرف إلا السلام والإخاء و الألفة واحترام الآخر ، لكن الذي احدث هذا التغير في هذا المخلوق الذي ولد لا يعرف إلا المحبة ... هو حب الذات .. التي نراها كيف سببت الكثير من المشاكل بل الكوارث إذاً نحن بحاجة إلى الإنسانية والعودة الصحيحة إليها ، فما القتل والمجازر و الدمار الذي حدث ويحدث في أجزاء من العالم إلا دليل على عدم وجود الإنسانية سواء كانت تلك الإنسانية مادية أو معنوية ، ويذكرني هذا الموضوع بقصةٍ سمعتها من احد أساتذتي ذات يوم مفادها .. انه في احد الأيام تحدث احد الأشخاص الذين كانوا خارج العراق عن مظاهرة حدثت في إحدى دول الغرب قام بها جمع غفير من الشباب و الطلاب و مجموعة من الذين هم في مقتبل العمر احتجاجا على المجازر التي ترتكبها الدول العظمى ضد الأبرياء ... يقول ذلك الشخص وهو رجل كبير في السن لم أكن أتوقع إن تحدث مظاهرة كبيرة جدا وتُرفع فيها شعارات تندد بالعدوان على الأبرياء والمطالبة بحقوق الإنسان في دولٍ قهرت الكثير من شعوب العالم ... يقول ففكرت في نفسي وقلت : ربما كون هؤلاء شباب وتأخذهم حوارات العولمة والحرية والتقدم ليثبتوا للعالم أنهم شعب مسالم ...! ثم يقول لست ادري كيف التفت إلى اليمين ، فرأيت من هو أسن مني استغربت من وجوده ، فسألته : لماذا تشارك في المظاهرة وأنت بهذا السن ؟ فكاد إن يضحك فسألني : وأنت لماذا تشارك ؟ قلت له إنا احترم الإنسانية واشعر بواجب الإنسانية تجاه أبناء العالم فلابد من المشاركة ... فأجاب حتى أنا .. تدفعني الضرورة نفسها للمشاركة ... عندما كنت شابا وقرأت ما حدث للهنود الحمر ،،، أحسست بخجل كبير من أجدادي الذين أبادوهم ، فالأرض تسع الجميع . وها أنا ذا اشترك بهذه المظاهرة كي لا يحس أحفادي بالخجل مني . (انتهت ) ، فكثيرا ما نحتاج إلى أتاحت فرص لعقولنا وقلوبنا أن تفكر في مثل هذه الأشياء .. وكثيرا ما يجب علينا أن نطرح أسئلة على ذاتنا تقول : متى نستطيع أن تكون حياتنا بريئة كالطفولة ..؟ متى نعاود ضجيج الإبداع الإنساني ..؟ متى نتصل ببعضنا دون أسلاك مزيفة ..؟ متى نلغي ضحكة البكاء التي انبثقت في وجوهنا ..؟ متى نعيد وجود الإنسانية في كل الأماكن التي تمثلنا ..؟ متى متى متى ؟ ؟ ؟ فالكثير من عندما يقارن ما يفعله مع حقيقة الإنسان يشعر بالخجل من نفسه وممن حوله لأنه لم يعد اليوم وجود للإنسان فكيف يمكن وجود الإنسانية !!؟ لكن ..... يمكن تجميع الأوراق ويمكن كتابة صفحة جديدة و يمكن تغير الأفعال و الأقوال . لأن في هذه الحياة توجد طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى ... إما أن تدمر كل المباني من حولك ،، أو أن تبني أعلى من غيرك ؛؛؛ اختر دائما أن تبني أعلى من غيرك . علي مولود السامرائي _ كلية الآداب _ قسم الإعلام _ المرحلة الثالثه .
كثيرا ما نسمع في المحادثات التي تجري في الجلسات الحوارية عن الإنسانية ، وفي ألحظة التي تسمع بها الإذن هذا المصطلح يتبادر إلى الذهن العطف و المساعدة و الأخلاق و حسن التعامل ...الخ من أمور الإنسانية ، ولو أمعنا النظر بهذا المصطلح لوجدنا إن الإنسانية هي ارفع مستوى تصل إليه المجتمعات ، ومن يصل إليها يكون قد وصل مرتبة عليا في دنيا الوجود ، حيث نشاهد في حياتنا اليومية الكثير من المواقف الصعبة جدا التي تعكر صفو الفكر و القلب وتؤثر على سير حياته اليومية ولو قارنا تلك المواقف مع الطبيعة و السليقة والفطرة التي فطر الله عليها الإنسان لوجدنا إن الإنسان في بداية حياته كان لا يعرف الاعتداء على الآخرين ولا أكل مالهم ولا التجاوز ولا القتل ولا الظلم ولا العبث ولا الحقد ولا البغض لأي مخلوق في هذه الدنيا ، إذ نشاهده قد ُولِدَ على فطرةٍ صحيحةٍ لا تعرف إلا السلام والإخاء و الألفة واحترام الآخر ، لكن الذي احدث هذا التغير في هذا المخلوق الذي ولد لا يعرف إلا المحبة ... هو حب الذات .. التي نراها كيف سببت الكثير من المشاكل بل الكوارث إذاً نحن بحاجة إلى الإنسانية والعودة الصحيحة إليها ، فما القتل والمجازر و الدمار الذي حدث ويحدث في أجزاء من العالم إلا دليل على عدم وجود الإنسانية سواء كانت تلك الإنسانية مادية أو معنوية ، ويذكرني هذا الموضوع بقصةٍ سمعتها من احد أساتذتي ذات يوم مفادها .. انه في احد الأيام تحدث احد الأشخاص الذين كانوا خارج العراق عن مظاهرة حدثت في إحدى دول الغرب قام بها جمع غفير من الشباب و الطلاب و مجموعة من الذين هم في مقتبل العمر احتجاجا على المجازر التي ترتكبها الدول العظمى ضد الأبرياء ... يقول ذلك الشخص وهو رجل كبير في السن لم أكن أتوقع إن تحدث مظاهرة كبيرة جدا وتُرفع فيها شعارات تندد بالعدوان على الأبرياء والمطالبة بحقوق الإنسان في دولٍ قهرت الكثير من شعوب العالم ... يقول ففكرت في نفسي وقلت : ربما كون هؤلاء شباب وتأخذهم حوارات العولمة والحرية والتقدم ليثبتوا للعالم أنهم شعب مسالم ...! ثم يقول لست ادري كيف التفت إلى اليمين ، فرأيت من هو أسن مني استغربت من وجوده ، فسألته : لماذا تشارك في المظاهرة وأنت بهذا السن ؟ فكاد إن يضحك فسألني : وأنت لماذا تشارك ؟ قلت له إنا احترم الإنسانية واشعر بواجب الإنسانية تجاه أبناء العالم فلابد من المشاركة ... فأجاب حتى أنا .. تدفعني الضرورة نفسها للمشاركة ... عندما كنت شابا وقرأت ما حدث للهنود الحمر ،،، أحسست بخجل كبير من أجدادي الذين أبادوهم ، فالأرض تسع الجميع . وها أنا ذا اشترك بهذه المظاهرة كي لا يحس أحفادي بالخجل مني . (انتهت ) ، فكثيرا ما نحتاج إلى أتاحت فرص لعقولنا وقلوبنا أن تفكر في مثل هذه الأشياء .. وكثيرا ما يجب علينا أن نطرح أسئلة على ذاتنا تقول : متى نستطيع أن تكون حياتنا بريئة كالطفولة ..؟ متى نعاود ضجيج الإبداع الإنساني ..؟ متى نتصل ببعضنا دون أسلاك مزيفة ..؟ متى نلغي ضحكة البكاء التي انبثقت في وجوهنا ..؟ متى نعيد وجود الإنسانية في كل الأماكن التي تمثلنا ..؟ متى متى متى ؟ ؟ ؟ فالكثير من عندما يقارن ما يفعله مع حقيقة الإنسان يشعر بالخجل من نفسه وممن حوله لأنه لم يعد اليوم وجود للإنسان فكيف يمكن وجود الإنسانية !!؟ لكن ..... يمكن تجميع الأوراق ويمكن كتابة صفحة جديدة و يمكن تغير الأفعال و الأقوال . لأن في هذه الحياة توجد طريقتان ليكون لديك أعلى مبنى ... إما أن تدمر كل المباني من حولك ،، أو أن تبني أعلى من غيرك ؛؛؛ اختر دائما أن تبني أعلى من غيرك . علي مولود السامرائي _ كلية الآداب _ قسم الإعلام _ المرحلة الثالثه .