اعجبتني واحببت ان انقلها لكم مقال ( احلم بقوة )
فيلم وكتاب يحملان نفس الاسم حققا لصاحبته ثروة كبيرة جعلتها تدخل قائمة الخمسين الأكثر ثراء في العالم. الكتاب لروندا بايرن الأسترالية. والفيلم والكتاب بعنوان السر. وفكرته ليست غريبة عنا. فديننا الكريم يطالبنا بالتفاؤل (تفاءلوا بالخير تجدوه) أو قانون جذب ما هو خير عن طريق الإيمان العميق به. فإذا أردت شيئا ما بشدة أصدر أمرا لعقلك وكن واثقا أنه سيتحقق. وانعم بسعادة الواثق حتى يتحقق، وتروي كوندليزا رايس أشهر امرأة في العصر الحديث أنها كانت تزور واشنطن بصحبة والديها حين كانت في التاسعة، ووقفت معهما عند السور الذي يفصل البيت الأبيض عن الزائرين والمتطفلين للفرجة، وفجأة التفتت إلى والدها، وقالت سوف أدخل هذا المكان في المستقبل، وبالفعل كانت أول امرأة سوداء تحتل منصبا كبيرا فيه، ويكون لها تأثير ودخل كبير في قرارات تمس العالم ككل، وحين فاز أندريه أجاسي الإيراني الأصل الأميركي الجنسية ببطولة ومبلدون للتنس عام 1992 هنئه الصحافيون على هذا الإنجاز، وسألوه عن شعوره، فقال: منذ كنت في العاشرة وأنا أستعد لهذه اللحظة، وفي مدرسة حكومية سأل الأستاذ تلاميذه عن طموحاتهم في المستقبل، وحين جاء دور طالب فقير يعيش من كد والدته الأرملة، قال: سأكون رئيس أعظم دولة في العالم. وضج الفصل بالضحك، وبعد عدة سنوات أصبح هذا الطالب رئيس أميركا، وكان اسمه (بيل كلينتون)، وكتاب السر يشبه كتاب أيقظ قواك العقلية بل إنه يكاد يكون نسخة منه. والأخير لم يحقق نجاحا يذكر، لأنه لم يبسط الفكرة، ولم يعرضها بمفردات سهلة ومتداولة، ومنذ ما يزيد عن 100 سنة آمنت فتاة أميركية بكل حرف جاء في هذه الكتب، وحصلت على ما تريد وسط دهشة كل من عرفوها. كانت تحلم أن تتزوج أميرا أو ملكا، وكانت تحلم بالجاه والشهرة، ولم يكن لديها أية مواهب خاصة، كانت نحيفة جدا وعادية جدا، بل إن من عاصروها كانوا يصفونها بالقبح مع حسن الطالع، حين كانت طالبة كانت تكتب الرسائل لزملائها، وتقع في المشاكل مع مديرة المدرسة والمدرسات، وحين كبرت قليلا حرصت على أن تكون مختلفة، فكانت أول من ارتدى التنورة الملونة في بلتيمور (ولاية ماريلاند)، وأول من قصت شعرها كالصبيان في عصر كانت الفتيات فيه يتباهين بطول شعورهن، وكانت أول فتاة ترقص في المدينة، وأول من استبدل الملابس البيضاء المخصصة للفتيات آنذاك باللون الأحمر لتلفت الانتباه، هذه المرأة التي لم يقف طموحها عند حد هي بيسي واليس سمبسون (تخلت عن اسم بيسي حين كبرت، لأنه كان يطلق على الأبقار) تزوجت من وينفليد سبنسر من القوات البحرية وطلقت منه بعد شهور، والسبب إدمانه -كما قالت- ثم تزوجت، وهي في الـ 30 من أرنست سمبسون، وفتح لها هذا الزواج الآفاق الواسعة، وسهل عليها الطريق للحلم السابق، حلم الزواج من ملك، إذ تعرفت على الملك إدوارد الثامن الذي كتبت لعمتها عنه قائلة: قد يتخلى عن الطعام ولا يتخلى عني، وقد تخلى عما هو أصعب، تخلى عن عرشه من أجلها، لقد كتب في رسائله إليها والتي بيعت مؤخرا في مزاد كريستي (لا تعلمين كم أحبك) لكنها كانت تعلم وتعلم منذ كانت فتاة مغمورة لا يعرف أحد عنها شيئا.