هدوء نسبي... هذه الضوضاء التي أزعجتنا للكاتب العراقي الكبير حامد المالكي
العرب يبحثون عن قيمة معنوية، يتوسلون احيانا الكذب للوصول الى هذه القيمة، احيانا يتوسلون الوهم، لدينا العديد من الأبطال الورقيين، ادرسوا تاريخنا العربي جيدا، القديم منه والمعاصر، قطاع طرق في عصور الجاهلية ولا ادري لماذا يسمونها الجاهلية وفيها كان يكتب الشعر بماء الذهب ويعلق على جدار الكعبة، هذه الدولة الجاهلية كان فيها برلمان (دار الندوة) وخطة اقتصادية مذهلة (ايلاف قريش)، هذا ليس موضوعنا، اقول في العصور التي سبقت الاسلام وعصور الاسلام نفسه ثمة الكثير من قطاع الطرق واللصوص والزناة جعلناهم ابطالا كبار الى يومنا هذا، لقد زيفوا تاريخنا، في تلك المدارس التي درستنا حتى العلوم المزيفة، زوروا لنا تاريخنا حتى اصبح حاضرنا مزيفا كذلك مستقبلنا، ابطالنا من وهم، من كذب، نحن امة تكذب على نفسها وعلى الآخرين، من رأسها حتى قدميها، اسألوا العرب عن ما فعله اسامة بن لادن، سيفتخرون به رغم ان ما فعله هو الذي كان سببا في اسقاط أفغانستان والعراق وصدام، العرب بكوا على ابي مصعب الزرقاوي ذلك الذي اوغل في دمنا، كما يسمون صدام شهيدا، ولا استغرب، فكم من قتلة في تاريخنا قتلوا فأمسوا شهداء، وكم من انذال حكمونا يسمونهم العرب (أمراء المؤمنين) وكم من مخصي فكري وجسدي صار علينا ملكا وأميرا لطوائف شبقية كان الإنسان المسكين، صنيعة الله وخليفته في الأرض اول من يدفع الثمن، أريد ان أتحدث عن التجارة بآلامنا، نحن العراقيون الذين لم يسمع احد نشيجنا كل هذه السنين، حتى اذا جاءت عصور الحرية والانفتاح الإعلامي في بلدنا دخل ابناء عمومتنا العرب ليدفعوا في صدورنا الى أعمق أعماق الروح سكينة الاحتلال وليقضوا على ما تبقى لنا من حياة، لا ادري من اين نستقي المنا، من تاريخنا مع صدام ام من قبله من الحكومات الوطنية صاحبة الانقلابات الدموية؟ من يعطينا القدرة على تحمل الألم ويمنحنا خيطا من حياة.
مسلسل هدوء نسبي، هذا الذي صنعه العقل العربي المتأزم كان آخر من تاجر بدمنا، قدم هذا المسلسل رؤيا عوراء لواقع العراق رغم محاولة صانعيه الاقتراب من حقيقة المشكلة لكن اي مشكلة؟ انها مشكلة العرب الفاقدي البطولة لا مشكلة الإنسان العراقي الفاقد للكرامة والحياة، فكان العراقي هامشي في المسلسل بينما الابطال العرب يركضون هنا وهناك، يبكون هنا وهناك، ابطال من وهم كما قلت، اما اصحاب القصة فلا قصة لهم، اتذكر حوار في المسلسل يدور بين جندي امريكي يحاول اعتقال بطل المسلسل الذي يؤدي دوره الممثل عابد الفهد ، الصحفي العربي الذي يعيش ازمة حب ساذجة، عابد يقول للجندي انا صحفي، الجندي يقول له هذا ما جئنا من اجله، امريكا جاءت من اجل اختطاف الصحفي العربي، اي مسخرة هذه، امريكا تخاف الصحفي العربي الذي يطبل لحكوماته ولانظمته المتأخرة اصبح مصدر خطر على امريكا ام الصحافة والصحفيين؟ هذه هي جريمتنا حقا، اننا نزيف الحقائق، نغش الشعب العربي، ليس فقط في نشراتنا الإخبارية العربية بل حتى في الدراما.
هدوء نسبي اظهر محنة الصحفي العربي لكنه لم يظهر محنة الصحفي العراقي بين الولاء للحكومة والاداء للوظيفة، لم يقل لي هذا المسلسل ان العديد وليس الكل من الصحفيين العراقيين والاجانب كانوا ملتزمين بتقديم تقاريرهم، ليس الاخبارية، بل تقارير يعرفها العراقيون وحدهم، لدائرة تابعة الى المخابرات العراقية تسمى المركز الصحفي تشغل الطابق الارضي في وزارة اعلام صدام، كان الصحفي العراقي لا يستطيع ان يعمل في اي محطة عربية او عالمية اذا لم يدخل دوره في المخابرات العراقية يتعلم فيها كيفية نقل الخبر الذي يخص الشأن العراقي الى العالم مزوقا، العرب لا يعرفون هذا، نحن اولاد الخايبة نعرف هذا، كنا في قلب اللعبة الإعلامية وشاهدنا كيفية تزوير الحقائق، عملية التزوير هذه وصلت الى عقل بطلة مسلسل هدوء نسبي الممثلة نيللي كريم، هذه الممثلة تعتقد ان صدام حسين لم يمت وانه خطف من قبل الأمريكان، هذه نجمة عربية سيقرأ تصريحها هذا المواطن العربي المسكين فيصدق لانها نجمة، والنجوم في عالمنا الخالي من النجوم لا يقولون الا الصدق، قرأت لقاء اخيرا مع هذه الممثلة في موقع الشروق الجديد، سألها الصحفي احمد فاروق:
لكن هل شغلت نفسك بالفكر الذى يقدمه المسلسل أم وافقت فقط لأن الشخصية بها نسبة تمثيل متميزة؟
ــ لم أشغل نفسى بالفكر الذى يحمله المسلسل لأنى أثق فى أن المخرج شوقى الماجرى حريص على تقديم الحقيقية بدون تزييف، ولكن لا أنكر أنه كانت هناك نسبة انحياز للقضية العراقية لأننا جميعا كمصريين لم نكن بعيدين عن متابعة الغزو على العراق وكنا نتابعها لحظة بلحظة وكأننا هناك، لذلك كنت مؤمنة بقضية العمل، وما أكد لى أن السيناريو صادق جدا وليس فيه أى تزييف للواقع العراقيون أنفسهم الذين أشادوا به، ووصفوه بأنه توثيق للغزو على العراق، وعند حديثى مع ممثلة عراقية قالت إنها كانت تقف فى «البلكونة» تشرب كوبا من الشاى وفجأة وجدت الجيش الأمريكى أمامها فى الشارع، كما أكدت لى أن صدام بالفعل تم خطفه وهم ليسوا متأكدين إن كان توفى أم لا، ولذلك وجدنا الشعب العراقى هو أكثر من تأثر بالمسلسل، لأنهم تذكروا الواقعة، وكانت الحلقة رقم 11 هى الأهم فى المسلسل لأنها التى عرض فيها ليلة سقوط بغداد.
هذا المقطع الحواري يؤكد ماذهبت اليه، ممثلة تؤدي دور البطولة في مسلسل يناقش قضية معاصرة لا زالت ساخنة لم تشغل نفسها في فكر هذا المسلسل، انها تقول بالحرف (لم أشغل نفسى بالفكر الذى يحمله المسلسل)، الممثل يدرس الدور الذي يعرض عليه من جميع النواحي، يدرس الشخصية ويتأملها طويلا قبل الشروع بتمثيلها، هذا اول درس تعلمناه في درس مادة التمثيل سيدتي، ماذا يعلمونكم في معاهد مصر الفنية؟
أجرى صحفي عراقي مجتهد استفتاء صحفي التقى فيه مع مجموعة من اهل الصنعة ليعطوا أرائهم في المسلسل، كانت الآراء في العموم ضده، لكن مالفت انتباهي الرأي الذي قدمه الفنان العراقي الكبير حكيم جاسم اذ قال عن المسلسل:
فنيا عظيم لكنه يشرعن الارهاب ويصادر جهود الصحفي العراقي وينسبها للصحفيين العرب ، بل يدافع عن المجاميع الإرهابية ) مؤكدا عمل خطير لا يختلف عن السيارات المفخخة).
السينارست والكاتب العراقي علي حسين قال:
يقدم صورة منحازة لتوجه سياسي معروف ، اذ اغفلوا مشهد سقوط التمثال، واظهروا العراقيين واجمين كأنما أرادوا ايصال شفرات معينة، بدعم من اطراف داخلية وخارجية انهم يغلفون ويروجون لمقاومة هي في الحقيقة ارهاب وقد شاهدنا مقاومة في فيتنام وسواها، لا تقتل الناس الابرياء انما تتوجه الى جيش الاحتلال تحديدا وتنفرد به من دون ان يسقط على هامش العمليات القتالية ضحايا ابرياء
لا اريد ان استعرض كل ماقاله المثقف والمشاهد العراقي عن هذا المسلسل لكني اقول لمنتجينا، عليكم ان تمارسوا دورا تاريخيا في هذه المرحلة وتقدموا صورة مشرقة للعراق، مشرقة بحقيقتها في زمن العهر هذا، صورة براقة مهما اشتدت حلكة الغباء والتزييف، عليكم ان لا تساهموا في صناعة تاريخ مشوه لبلدكم الذي استنزف كل دمه فما عاد فيه متسع للحلم. لقد صنع اهل الدراما العراقية وتحديدا في شهر رمضان هذا دراما متطورة على مستوى الانتاج والنص والاخراج، واستعانت بالمخرج العربي وبالفني العربي الذي جلبته قناة البغدادية مثلا الى العراق ليقود تصوير احد اعمالها، في حركة معكوسة لهجرة الفنانين العراقيين، قدمنا اعمال حازت على اعجاب الجمهور العراقي كان الاولى على نقادنا تناولها بالنقد والأولى بصحفيينا الإشارة اليها لكني تذكرت قول ابن حزم الاندلسي الذي جاء الى العراق من الاندلس وغادره في اليوم التالي وهو يردد منذ اكثر من الف عام.
وعذيري من فتية في العراق
قلوبهم بالجفى قُلَّبُ
ميازيبهم إن تندت بخير
فإلى جيرانهم تقلَّبُ
يعجبهم قول الغريب
قول القريب فلا يعجب
وعذرهم إذا وبختهم
مغنية الحي لا تطرب
*نشرت في جريدة الدستور البغدادية
العرب يبحثون عن قيمة معنوية، يتوسلون احيانا الكذب للوصول الى هذه القيمة، احيانا يتوسلون الوهم، لدينا العديد من الأبطال الورقيين، ادرسوا تاريخنا العربي جيدا، القديم منه والمعاصر، قطاع طرق في عصور الجاهلية ولا ادري لماذا يسمونها الجاهلية وفيها كان يكتب الشعر بماء الذهب ويعلق على جدار الكعبة، هذه الدولة الجاهلية كان فيها برلمان (دار الندوة) وخطة اقتصادية مذهلة (ايلاف قريش)، هذا ليس موضوعنا، اقول في العصور التي سبقت الاسلام وعصور الاسلام نفسه ثمة الكثير من قطاع الطرق واللصوص والزناة جعلناهم ابطالا كبار الى يومنا هذا، لقد زيفوا تاريخنا، في تلك المدارس التي درستنا حتى العلوم المزيفة، زوروا لنا تاريخنا حتى اصبح حاضرنا مزيفا كذلك مستقبلنا، ابطالنا من وهم، من كذب، نحن امة تكذب على نفسها وعلى الآخرين، من رأسها حتى قدميها، اسألوا العرب عن ما فعله اسامة بن لادن، سيفتخرون به رغم ان ما فعله هو الذي كان سببا في اسقاط أفغانستان والعراق وصدام، العرب بكوا على ابي مصعب الزرقاوي ذلك الذي اوغل في دمنا، كما يسمون صدام شهيدا، ولا استغرب، فكم من قتلة في تاريخنا قتلوا فأمسوا شهداء، وكم من انذال حكمونا يسمونهم العرب (أمراء المؤمنين) وكم من مخصي فكري وجسدي صار علينا ملكا وأميرا لطوائف شبقية كان الإنسان المسكين، صنيعة الله وخليفته في الأرض اول من يدفع الثمن، أريد ان أتحدث عن التجارة بآلامنا، نحن العراقيون الذين لم يسمع احد نشيجنا كل هذه السنين، حتى اذا جاءت عصور الحرية والانفتاح الإعلامي في بلدنا دخل ابناء عمومتنا العرب ليدفعوا في صدورنا الى أعمق أعماق الروح سكينة الاحتلال وليقضوا على ما تبقى لنا من حياة، لا ادري من اين نستقي المنا، من تاريخنا مع صدام ام من قبله من الحكومات الوطنية صاحبة الانقلابات الدموية؟ من يعطينا القدرة على تحمل الألم ويمنحنا خيطا من حياة.
مسلسل هدوء نسبي، هذا الذي صنعه العقل العربي المتأزم كان آخر من تاجر بدمنا، قدم هذا المسلسل رؤيا عوراء لواقع العراق رغم محاولة صانعيه الاقتراب من حقيقة المشكلة لكن اي مشكلة؟ انها مشكلة العرب الفاقدي البطولة لا مشكلة الإنسان العراقي الفاقد للكرامة والحياة، فكان العراقي هامشي في المسلسل بينما الابطال العرب يركضون هنا وهناك، يبكون هنا وهناك، ابطال من وهم كما قلت، اما اصحاب القصة فلا قصة لهم، اتذكر حوار في المسلسل يدور بين جندي امريكي يحاول اعتقال بطل المسلسل الذي يؤدي دوره الممثل عابد الفهد ، الصحفي العربي الذي يعيش ازمة حب ساذجة، عابد يقول للجندي انا صحفي، الجندي يقول له هذا ما جئنا من اجله، امريكا جاءت من اجل اختطاف الصحفي العربي، اي مسخرة هذه، امريكا تخاف الصحفي العربي الذي يطبل لحكوماته ولانظمته المتأخرة اصبح مصدر خطر على امريكا ام الصحافة والصحفيين؟ هذه هي جريمتنا حقا، اننا نزيف الحقائق، نغش الشعب العربي، ليس فقط في نشراتنا الإخبارية العربية بل حتى في الدراما.
هدوء نسبي اظهر محنة الصحفي العربي لكنه لم يظهر محنة الصحفي العراقي بين الولاء للحكومة والاداء للوظيفة، لم يقل لي هذا المسلسل ان العديد وليس الكل من الصحفيين العراقيين والاجانب كانوا ملتزمين بتقديم تقاريرهم، ليس الاخبارية، بل تقارير يعرفها العراقيون وحدهم، لدائرة تابعة الى المخابرات العراقية تسمى المركز الصحفي تشغل الطابق الارضي في وزارة اعلام صدام، كان الصحفي العراقي لا يستطيع ان يعمل في اي محطة عربية او عالمية اذا لم يدخل دوره في المخابرات العراقية يتعلم فيها كيفية نقل الخبر الذي يخص الشأن العراقي الى العالم مزوقا، العرب لا يعرفون هذا، نحن اولاد الخايبة نعرف هذا، كنا في قلب اللعبة الإعلامية وشاهدنا كيفية تزوير الحقائق، عملية التزوير هذه وصلت الى عقل بطلة مسلسل هدوء نسبي الممثلة نيللي كريم، هذه الممثلة تعتقد ان صدام حسين لم يمت وانه خطف من قبل الأمريكان، هذه نجمة عربية سيقرأ تصريحها هذا المواطن العربي المسكين فيصدق لانها نجمة، والنجوم في عالمنا الخالي من النجوم لا يقولون الا الصدق، قرأت لقاء اخيرا مع هذه الممثلة في موقع الشروق الجديد، سألها الصحفي احمد فاروق:
لكن هل شغلت نفسك بالفكر الذى يقدمه المسلسل أم وافقت فقط لأن الشخصية بها نسبة تمثيل متميزة؟
ــ لم أشغل نفسى بالفكر الذى يحمله المسلسل لأنى أثق فى أن المخرج شوقى الماجرى حريص على تقديم الحقيقية بدون تزييف، ولكن لا أنكر أنه كانت هناك نسبة انحياز للقضية العراقية لأننا جميعا كمصريين لم نكن بعيدين عن متابعة الغزو على العراق وكنا نتابعها لحظة بلحظة وكأننا هناك، لذلك كنت مؤمنة بقضية العمل، وما أكد لى أن السيناريو صادق جدا وليس فيه أى تزييف للواقع العراقيون أنفسهم الذين أشادوا به، ووصفوه بأنه توثيق للغزو على العراق، وعند حديثى مع ممثلة عراقية قالت إنها كانت تقف فى «البلكونة» تشرب كوبا من الشاى وفجأة وجدت الجيش الأمريكى أمامها فى الشارع، كما أكدت لى أن صدام بالفعل تم خطفه وهم ليسوا متأكدين إن كان توفى أم لا، ولذلك وجدنا الشعب العراقى هو أكثر من تأثر بالمسلسل، لأنهم تذكروا الواقعة، وكانت الحلقة رقم 11 هى الأهم فى المسلسل لأنها التى عرض فيها ليلة سقوط بغداد.
هذا المقطع الحواري يؤكد ماذهبت اليه، ممثلة تؤدي دور البطولة في مسلسل يناقش قضية معاصرة لا زالت ساخنة لم تشغل نفسها في فكر هذا المسلسل، انها تقول بالحرف (لم أشغل نفسى بالفكر الذى يحمله المسلسل)، الممثل يدرس الدور الذي يعرض عليه من جميع النواحي، يدرس الشخصية ويتأملها طويلا قبل الشروع بتمثيلها، هذا اول درس تعلمناه في درس مادة التمثيل سيدتي، ماذا يعلمونكم في معاهد مصر الفنية؟
أجرى صحفي عراقي مجتهد استفتاء صحفي التقى فيه مع مجموعة من اهل الصنعة ليعطوا أرائهم في المسلسل، كانت الآراء في العموم ضده، لكن مالفت انتباهي الرأي الذي قدمه الفنان العراقي الكبير حكيم جاسم اذ قال عن المسلسل:
فنيا عظيم لكنه يشرعن الارهاب ويصادر جهود الصحفي العراقي وينسبها للصحفيين العرب ، بل يدافع عن المجاميع الإرهابية ) مؤكدا عمل خطير لا يختلف عن السيارات المفخخة).
السينارست والكاتب العراقي علي حسين قال:
يقدم صورة منحازة لتوجه سياسي معروف ، اذ اغفلوا مشهد سقوط التمثال، واظهروا العراقيين واجمين كأنما أرادوا ايصال شفرات معينة، بدعم من اطراف داخلية وخارجية انهم يغلفون ويروجون لمقاومة هي في الحقيقة ارهاب وقد شاهدنا مقاومة في فيتنام وسواها، لا تقتل الناس الابرياء انما تتوجه الى جيش الاحتلال تحديدا وتنفرد به من دون ان يسقط على هامش العمليات القتالية ضحايا ابرياء
لا اريد ان استعرض كل ماقاله المثقف والمشاهد العراقي عن هذا المسلسل لكني اقول لمنتجينا، عليكم ان تمارسوا دورا تاريخيا في هذه المرحلة وتقدموا صورة مشرقة للعراق، مشرقة بحقيقتها في زمن العهر هذا، صورة براقة مهما اشتدت حلكة الغباء والتزييف، عليكم ان لا تساهموا في صناعة تاريخ مشوه لبلدكم الذي استنزف كل دمه فما عاد فيه متسع للحلم. لقد صنع اهل الدراما العراقية وتحديدا في شهر رمضان هذا دراما متطورة على مستوى الانتاج والنص والاخراج، واستعانت بالمخرج العربي وبالفني العربي الذي جلبته قناة البغدادية مثلا الى العراق ليقود تصوير احد اعمالها، في حركة معكوسة لهجرة الفنانين العراقيين، قدمنا اعمال حازت على اعجاب الجمهور العراقي كان الاولى على نقادنا تناولها بالنقد والأولى بصحفيينا الإشارة اليها لكني تذكرت قول ابن حزم الاندلسي الذي جاء الى العراق من الاندلس وغادره في اليوم التالي وهو يردد منذ اكثر من الف عام.
وعذيري من فتية في العراق
قلوبهم بالجفى قُلَّبُ
ميازيبهم إن تندت بخير
فإلى جيرانهم تقلَّبُ
يعجبهم قول الغريب
قول القريب فلا يعجب
وعذرهم إذا وبختهم
مغنية الحي لا تطرب
*نشرت في جريدة الدستور البغدادية