من رواية " رسالة في زجاجة "
عندما تتجواز كل الحدود من أجل أن تحصل على " الحب الذي يستحق أن يتجاوز حدود قلبك ويتربع في أعماق أعماقه ... "
عندما تغامر في قصة حبك فتلك هي المغامرة الأروع .. والرحلة الأمتع ..
عندما ترسو سفن الحب على أمواج البحر " بحر من الإشتياق للقيا " عندها أيقن بأنك ستصل إلى من تريد..
كل ذلك من اجلك ومن أجل قلبك.
حرفين .. هي مختارة لشخص أحببته أنت وأسره قلبك ..
نقاشٌ عقيم حينما نتحدث عن حب شخصٍ نتمناه أو هو من متطلبات " القلب " وعقيمٌ هو التخيل ذاتـه .
يتطور كل شيء في مراحل قصيرة وفي جميع المجالات..
لكن هل تتطور الوسائل التي نستطيع أن نحب فيها أيضاً !؟
هل نستطيع أن نعتبر جملة .. " الحب من أول نظرة " منطلق لوسائل حب أخرى جديدة ..!!..
أم ان مانبحث عنه يستحق بالفعل أن نخترع له ألف طريقة وألف طريق .. ؟
هو الحب بمعناه .. وعندما تناله ..... ...
يبدء من هنا نبض الرواية ..
رسائل أوصلتها أمواج البحر إلى أحد الشواطئ .. لتلتقطها إمرأة صحفية تعمل في جريدة بوسطن تايمز .. عندما كانت في رحلة صيفية بعيدا عن بوسطن ..
" تريسا " مطلقة ولديها صبي في 12 من عمره ..
" ديفيد " زوجها السابق لم يكن بالزوج المثالي لـ " تريسا " إلا أنه كان أباً حنوناً بالنسبة
لـ " كيفين " .
" ديانا " وزوجها كانا على مشارف الستين .. وديانا الصديقة الحميمة لتريسا .
تريسا كانت تعمل دائما تحت ضغط مستمر أنه عليها أن تكتب ثلاثة أعمدة في الأسبوع ترسل يومياً إلى ستين صحيفة تصدر في أنحاء البلاد .
تريسا بعد طلاقها من زوجها الأول ..إلا أنها لا تزال تحلم بأن تقع في الحب من جديد وأن تجد الشخص الذي يحنو عليها ..وأن يمنحها الحب .. ويشعرها بأهميتها في حياته ولكن كان هذا صعب المنال إن لم يكن مستحيلاً أن تجد شخصاً نبيلاً ..!
إنها تعترف بأنها تفتقد الحياة الزوجية التي يسودها الحب والمشاركة والثقة المتبادلة . ولكنها لم تجد الشخصية المناسبة لها .
إستعدت للإجازة التي ستمضيها على شاطئ البحر .. غمرها الشعور بالتفاؤل
وسارت بالقرب من حافة المياه .. وقع بصرها على صخرة كبيرة لكنها عندما إقتربت أيقنت بأنها زجاجة فنظرت إليها والتقطتها وحملتها بين يديها وهنا لاحظت بأن ورقة ملفوفة بداخلها بقطعة من الخيط ..
أخذت تنزع السدادة ..حيث الرسالة بداخلها .. التقطت الرسالة وأول شيئ لفت إنتباهها نوعية الورق .. كان ورقاً غالي الثمن .. كثيفاً ومقوى ..كانت هناك صورة سفينة مبحرة على جانب الورقة .
أمعنت في الرسالة فوجدت أنه قد مر عليها ثلاثة أسابيع ..
شعرت بفضول شديد وهي تمسك الرسالة .. وعلى ضوء شمس نيو إنجلاند الساطعة شرعت تقرأ الرسالة التي ستغير مجرى حياتها تماماً .
نص الرسالة .. " حبيبتي الغالية كاثرين , إنني أفتقدك بشدة يا عزيزتي .. وساظل أفتقدك دوماً , ولكنني أشعر نحوك اليوم بإشتياق شديد , فلقد ترامى إلى مسامعي صوت المحيط وهو يغني , اتعلمين ماذا كان يقول , إنه يتغنى بقصتنا وحياتنا معاً , إننني أكاد أشعر بطيفك بجانبي وأنا أكتب هذا الخطاب , وأشم عبير الزهور البرية التي تذكرني بك , ولكن لم تعد هذه الأشياء الان تمنحني نفس الشعور بالسعادة . فلم يعد طيفك يزورني كثيراً , وأشعر بان حياتي تتسرب ببط من بين يدي .
كانت الرياح تهب وتداعب شعرك وعيناك تعكس أشعة الشمس لحظة الغروب ولقد بهرني جمالك وأنت مستندة على سور المرفأ فإنك رائعة الجمال ولما اقتربت أخذتني أنت بين ذراعيك لم أشعر بالوجود من حولي ولم أفكر في أي شيء آخر إلا في هذه اللحظة .
ثم بدأ الضباب يتكاثف من حولنا وكان الخوف ينتابني كلما اقترب منا أكثر , ثم اقترب أكثر حتى غمر الضباب كل شيء " سوانا "
ولقد احتبست الكلمات في حلقي , واغرورقت عيناي بالدموع لأنني أيقنت أنه حان وقت رحيلك .. وبمجرد أن ابتعدت ازداد الألم الذي كنت أشعر به في قلبي .. كم تمنيت أن أذهب معك ولكن كلانا يعلم بان هذا مستحيل .. اختفى الضباب من حيث أتي .. فقط حنيت رأسي وأخذت أبكي وأبكي و أبكي .
" جاريت "
سألت ديانا تريسا وهي تخطو داخل حديقة المنزل الخلفية قائلة : أكنت تبكين ؟
وكانت تريسا تحمل الزجاجة حيث نسيت في خضم إنفعالها أن تلقي بها ..
اتجهت ديانا نحو تريسا وسألتها هل أنت على ما يرام ..؟ هل أصابك مكروه ..!؟فقالت لها تريسا لا لم يحصل معي .. سوى أنني عثرت على تلك الزجاجة ولم أتمالك نفسي من البكاء بعد قراءتها .
لقد كانت زجاجة ملقاة على شاطئ البحر .. اعتذرت تريسا وقالت يجب أن لا أكون عاطفية لهذا الحد ..
قالت ديانا لا عليك .. المهم أنك بخير .
تتابع الأحداث كعادة أي رواية .. ولكن بأي طريقة ..؟ وأي أسلوب ..؟
هنا تبدأ المغامرة .
سافرتُ إلى وطنِ الشّعرِ برفقةِ حبري و أوراقي..
هو الحزن فقط مللنا سماع أنين البشر .. أخفقوا .. رحلوا .. حزنوا .. فقدوا .. ومن ثم ودعوا حبهم قبل أن يتلاقو .. وأنا .. أقفلت قلبي خوفاً عليه من كل هذا الجنون .. فهو الان في الأعماق لاخوفٌ عليه .. حتى يكون في أمـان