مقدمة
لله عز وجل جلالة في خلق الأشياء حكمة عظيمة حقاً هذه الحياة عظيمة من عظمة خالقها.
النحل يمتص نسغ الأزهار ثم يمجه عسلاً مصفى والنمل يجمع الحبوب ولا يغير من خلقها شيئا وقد يكون جهد النمل أضعاف جهد النحل ولو أدرك الناس تلك الفوارق لوضعوا الأمور في مواضعها
هذا درس بسيط يرسله الله لنا في إشارة قد يجلس البعض يؤلف ويؤلف ويعجز بل ويعجز عن الإتيان بنصف هذا الدرس
سبحان الله .
راقب حياة النمل ومنهجها للعمل اليومي وأساليبها وطرقها لتأدية وتنفيذ هذا العمل، وسلوكياتها في التعامل مع بعضها، وتحمل المسؤولية بأمانة مهنية عالية دقيقة، بنظام مرسوم ومخطط له من تلك العقول الصغيرة التي ألهمها الخالق سبحانه آلية هذا النظام ويسَّر لها السبل، وفي الأفلام المصورة المتلفزة عن حياة النمل، أو النحل، حقائق عجيبة بل مذهلة لعقول البشر،وتدعو للاقتداء بها، والكثير من تجاربها وتطبيقاتها وإنجازاتها في محيط حياتها التي نراها نحن البشر أنها بسيطة بينما هي في دقتها ونظمها العالية تبدو فائقة الجودة عالية المشقة، محببة لدى أفراد النمل والنحل، فكل مشقة وعناء ونصب إذا أثمرت إنجازاً وحققت هدفا مراداً فهي متاعب لذيذة، لايدركها إلا كائن منظم دقيق في سلوكه وطرائق عمله ومعايير مهنته، وهذا سرمن أسرار النجاح والتفوق
الفرق بين النحل والنمل
فتلك المملكتان عرف عنهما العمل الدؤب المنظم دون اى ملل ولكن هناك فارق كبيربينهما من حيث ناتج العمل . الذى يجب أن نقف عنده ونتأمل قليلا .
فإذا نظرنا الى النحل
نجد أنه يجمع الرحيق من الزهور ويحوله الى العسل . وهذا شىء معروف . وهنا يكون مربط الفرس والنظرة الدقيقة لانه لم يكتفى بجمع الرحيق فقط بل قام بالتصنيع و بكميات كبيرة قد تزيد عن احتياجاته بدليل أننا نأكل كلنا معه عسل طيب وجميل. وهذا مثال لما تفعله الشعوب الواعية التى تصبوا الى التقدم وتقدير وتعظيم قيمة العمل .
أما النمل
وهو الشبيه بالدول و الشعوب التى تسعى الى جمع قوتها وتوظيف كل امكانتها لذلك دون أن تقوم بأى خطوة أيجابية لتوفير قوتها دون الإحتياج للآخر وهذا مايفعله النمل فهو يسعى دون ملل لجمع الغذاء .فالكل يعمل صحيح ولكن هناك فرق فى قيمة العمل .
الدول (النحل) تجمع رحيق عسلها من العقول البشرية الفائقة التى تستقطبها كل يوم بكل وسائل الإغراء من جحور النمل..........المنشعل بجمع قوته فقط